عبدالله
25/06/2009 الموقع : الرياض
| موضوع: الإسلام و نظرته لأهل الكتاب و التعامل مع غير المسلمين الأحد أغسطس 02, 2009 1:10 pm | |
| لقد رأيت بعض المسلمين يخطأ في تعامله مع النصارى وغيرهم و قد نسوا أنهم من أهل الكتاب, و كنت في حيرة من أمري كيف لي أن أتعامل مع غير المسلمين. هل هي معاملتهم بالحسنى أم العكس! و قد غفلت عن سماحة الإسلام و أنه حثنا بما هو طيب و ما هو في قمت الأخلاق. و من قراءتي لمواضيع كثيرة متعلق في الموضوع وجدت أن الإسلام بتعاليمه يريدنا مثل الماس الخالص و أنقى, أعني من تعبيري أن الإسلام حثنا على المعاملة الطيبة أياً كان من تعامله. حتى مع من أساء إليك. فكاظم الغيض له أجره, و المسامح له أجره, و من جازى الإساءة بالحسنى له أجره. و لكن لن أضيف تعليقي و سأترككم لبعض ما قرأت حول الموضوع كيف يرى الإسلامُ المسيحيَّة؟ "لعلَّ أحداً لم يُحسِن التعبير عن غاية رسالة الإسلام مثلما عبَّر عن هذه الغاية الصحابيُّ "ربعيُّ بن عامر" عندما دخل على رستم؛ فسأله: من الذي ابتعثكم؟ فرد قائلا: "إن الله ابتعثنا لنُخرِج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن ضيق الدنيا لسعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام". واللافت للنظر أن ربعيًّا ذلك الصحابيَّ الآتي من الصحراء قد أدرك أن جوهر رسالة الإسلام في أنها رسالة تحريرٍ للإنسان، تحرِّره من عبوديته للبشر لتكون عبودية الجميع لربِّ البشر، وأنها رسالة عدلٍ جاءت لتقضي على مظاهر الظلم في الكون كله. وإذا كانت رسالة الإسلام جوهرها العدل والحرية؛ فإنها لا بد أن تحترم الإنسان، سواء لعقيدته أو لإرادته؛ ولذلك كان الأمر الإلهيُّ واضحاً منذ بداية تكليف النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "فذكِّر إنَّما أنت مذكِّر، لست عليهم بمصيطر". وإذا كان احترام الإسلام لحرية الإنسان في اختياره العَقَديِّ ثابتاً لا مراء فيه حيث "لا إكراه في الدين"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؛ فإن احترام الإسلام للعقائد السابقة عليه يأتي متَّسقا مع جوهر رسالته وصريح نصوصه. وقد ذكَّر الوحي القرآنيُّ النبيَّ الكريم بأنه ختامٌ لسلسلةٍ سبقته من الأنبياء والمرسلين، كلُّهم حمل نفس دعوة التوحيد، وأمر الناس بالرجوع لخالقهم، ورفض طغيان العباد: "ولقد بعثنا في كل أمَّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت". وأمره بأن يحتمل ما أصابه من أذى؛ لأن ذلك كان سبيل إخوانه من الرسل: "فاصبِرْ كما صبر أولو العزم من الرسل"، كما ذكَّره سبحانه فقال: "نزَّل عليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبلُ هدىً للناس وأنزل الفرقان". وذكر القرآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه يؤمنون بجميع الرسل بلا تفرقة: "آمن الرسول بما أُنزِل إليه من ربِّه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله…". وهكذا نجد أن الإسلام لم يعترف فحسب بما سبقه من رسالاتٍ سماوية، بل إنه أمر المسلمين بأن يؤمنوا بجميع الرسل وجميع الكتب التي أُنزِلت كما أنزلها الله سبحانه وتعالى. وقد فرَّق الإسلام منذ بدايات الدعوة في القرآن المكيِّ بين الكفَّار من عبدة الأوثان أو غيرهم وبين اليهود والنَّصارى الذين سماهم "أهل الكتاب" اعترافاً منه بأنهم حملة كتابٍ سماويّ، وإن كان لم يبق على نفس الصورة التي نزل بها من عند الله، إلا أن أتباعه ليسوا كغيرهم؛ إذ يؤمنون بكتابٍ وبرسول، ولهم دينهم ودياناتهم التي جاء الإسلام متمِّماً لها: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه". (المائدة: 48).
| |
|